/ الفَائِدَةُ : ( 7 ) /

05/06/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / مِنْهَاجُ مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ : مِنْهَاجُ التَّعايش السلميُّ / زعم أَكثر أَصحاب المدارس الْإِسْلَامِيَّة الأُخرى ؛ أَنَّه يجب هدر حرمة مَنْ لم يعتقد بأُصول الإِيمان ، ولا يحقُّ لهُ التَّعايش مع سائر فرق المسلمين . لكنَّه تَوَهُّمٌ باطلٌ ؛ فإِنَّ الْمُرَاجِعَ لمِنْهَاجِ أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ يجده حَاثًّا ومحافظاً على التَّعايش المدني ، ومُحرِّماً لهتك : دم المخالف ، وعرضه ، وماله وإِن كان كافراً بشرط أَن لا يكون عدوانيَّاً . فانظر : بيانات الوحي ، منها : 1 ـ بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ في عهده لمالك بن الحارث الأشتر (رضوان اللَّـه عليه) ، حين وَلَّاه مصر ؛ لجباية خراجها ، وجهاد عدوها ، واستصلاح أهلها ، وعمارة بلادها : « ... وأشعر قلبكَ الرحمة للرعية ، والمحبة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم ، فإنهم صنفان : إما أخ لكَ في الدين ، وإما نظير لكَ في الخلق ، يفرط منهم الزلل ، وتعرض لهم العلل ، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ ، فأعطهم من عفوكَ وصفحكَ ، مثل الذي تحب وترضى أن يعطيكَ الله من عفوه وصفحه ، فإنكَ فوقهم ، ووالي الامر عليكَ فوقكَ ، والله فوق من وَلَّاكَ ، وقد استكفاكَ أمرهم ، وابتلاكَ بهم ... » (1) . 2 ـ بيان الإِمام الصادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْه : « أما علمت أن امارة بني امية كانت بالسيف والعسف والجور، وأن إمامتنا (2) بالرفق والتألف والوقار والتقية وحسن الخلطة والورع والاجتهاد، فرغبوا الناس في دينكم وفي ما أنتم فيه » (3) . ودلالته ـ كدلالة سابقه ـ واضحة . ومن ثَمَّ تَجد كثيراً من المحاورات والنقاشات الْعَقَائِدِيَّة جرت بين أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ والمنحرفين من الزنادقة ـ الملحدين ـ وغيرهم. نعم ، تلك الحرمة لا تَصل إلى درجة حرمة المؤمن ، كما أَنَّ حرمة غير المسلم لا تصل إلى حرمة المسلم ، وهذه قضيَّةٌ عقلائيَّةٌ قبل أَن تكون شرعيَّة ، ومن ثَمَّ تَجد في تَعامل دُوَل الْعَالَم : أَن الدَّوْلَةَ الواحدة تَعطي لبعض مواطنيها امتيازات وحصانة ـ بمعنى الحرمة ـ لم تُعطَ لغيرهم من أَبناء ذلك البلد ، وتَعطي لمواطنيها بصورة عامَّة امتيازات وحصانة لم تُعطَ لسائر مواطني دُوَل الْعَالَم الأُخرى المتعايشين في ذلك البلد. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) نهج البلاغة /شرح ابن ابي الحديد ، 17 : 32 . (2)في المصدر: (إمارتنا) . (3)وسائل الشيعة ، 16 : 164 ـ 165 /ح9 .